في ليلة الهجرة وقف عليه الصلاة والسلام عند مشارف مكة حانت منه التفاتة صادقه تذكر فيها تلك اللحظات الجميله وذكريات الطفولة والأهل والأصدقاء في ذلك البلد الذي كان موضع رأسه الكريم وقال كلمته الصادقه " والله انك لأحب البلاد لقلبي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت "
هكذا يكون حب الوطن !!!!!
اراد رسولنا الكريم ان يعلمنا درسا وهو ان الوطن غالي ولكنه لا يكتمل الا باكتمال اخلاق أهله .
لقد اسس الرسول صلى الله عليه وسلم وطنا جديدا له وللمهاجرين في المدينه المنورة ولكن قلبه الطاهروقلوبهم النقية بقيت متعلقه بذلك المكان الذي سكن قلوبهم طيلة حياتهم " مكة " .
لقد ترك رسولنا الحبيب وطنا اهله تعميهم الجاهليه قابلوا رسالته بالعداوة والبغضاء والأذى الجسمي والنفسي له ولأصحابه ... ولكنه عاد اليه في يوم عظيم موعود " يوم فتح مكة " متناسيا الألم الذي تكبده في هذا البلد ... عاد ليقتل الجاهليه ويقضي على تلك العداوة والبغضاء وينشر نور الحق والايمان الذي انار العالم كله من بعده .
" مكة المكرمة " بقيت في قلبه الكريم " مكة " ذلك المكان الطاهر الذي تهوي اليه الأفئدة .
ولكن ما الذي تغير في " مكة المكرمة " بعد الفتح العظيم ؟؟؟؟
لقد تغيرت قلوب الناس التي سكنتها .... وتلاشى عهد الجاهليه بدون رجعة .
هذا هو الدرس الذي اراد رسولنا الكريم ان يغرسه فينا ... حب المكان الذي ننتمي اليه
ولا ياتي ذلك الحب الا بالعمل والتضحيه من أجله والأعتراف بأفضاله علينا .
واليوم الوطني هو يوم لا ينبغي ان نسأل " ماذا قدم لنا الوطن ؟ " ولكنه يوم لنسأل فيه انفسنا " ماذا قدمنا نحن لهذا الوطن ؟ "
انه يوم لنحاسب فيه انفسنا وليس لنحاسب وطننا ...انها محاكمة لنا وليس لوطننا
يوم نسأل فيه انفسنا هل أحسنا الى بعضنا البعض ؟
هل تصدقتنا على فقرائنا ؟ هل نصرنا ضعيفنا ؟
هل احسنا تربية انفسنا وتربية ابنائنا ؟ هل حللنا لقمة عيشنا ؟
هل اضفنا لبنة بناء واحده في جدار هذا الوطن لنحميه من غدر الأعداء ؟
هل حملنا سلاح الدفاع عنه ضد الباطل الذي يقال في حقه ؟
هل شكرنا وحمدنا الله على نعمة الأمن والأمان فيه ؟
هل حافظنا على ممتلكاته ؟ هل حملنا الأمانة كما ينبغي ؟
هل وضعنا شهاداتنا وسنين تعليمنا وتربيتنا في مكانها الصحيح ؟
هل كنا خير سفراء لبلدنا في الخارج ؟
اسئلة كثيرة علينا طرحها والاجابة عليها بكل صدق وأمانه في يوم " المحاكمة الكبرى "... في يومنا الوطني .
وطني الحبيب ... المملكة العربيه السعوديه ...
يا من تحتضن بكرمك ورعايتك ضيوف الرحمن سنويا دون كلل او ملل ...
يا من تحمل مشاكل وهموم ابناؤك وتسهر على مصالحهم ...
يا من تحملت على عاتقك هموم ومشاكل العالم العربي والاسلامي ...
في يومك هذا نعتذر منك على كل التقصير الذي قدمناه في حقك ... فسامحنا
وكل يوم - تشرق فيه الشمس - وانت بخير يا وطني الحبيب
لقد كان لنا في رسول الله اسوة حسنة ... فالنتبعها !!!!
وضعت الأقلام وجفت الصحف ,,,,,
